الموت الأول

 تغادرنا الحياة أحياء كنا أم أموات، ببطء نتشرب سوداويتها العبثية، نعيش رتابتها...بؤسها و تخبطها، نحاول دون جدوى إيجاد إجابة لسؤال لا جواب له، هل نحن حقا أحياء؟ أم أننا نصارع الوجود في وهم تبنيناه على أنه حياة؟


هكذا تبدأ قصتنا..مختلفة..متغايرة..و لكن الطريق واحد و النهاية لا تنفك تلوح للجميع من بعيد. لم أختر يوما طريقي لكنني و بكل ما تحمله الكلمة من سذاجة أعيش.. أعيش وهم الإختيار و وهم القرار. في فترة ما من حياتي كنت أثور على هذه الحياة..بقلم إغتصب عذرية المشهد...أحاط الواقع بسكاكين الحقيقة العارية، لكن هذا القلم و ككل الأشياء الأخرى مقرون بالزوال و الرحيل بدون سابق إنذار...تاركا خلفه روحا تتخبط في محاولة للخروج من تيار يجرفها للمجهول.


إن الكاتب هو الكائن الوحيد الذي تجرد من قوانين الفيزياء و المنطق..يحلم..يسافر..يحلق و يغوص بحروف أبدية تتراقص في نغم منتسق..لكنه أيضا الكائن الوحيد الذي يموت مرتين، مرة عندما ترحله الكلمات و مرة عندما يواري جسده التراب و أنا شهدت بالفعل موتتي الأولى.رتيبة..كئيبة..لا تشبه زوابع الحروف التي شهدتها أوراقي. 

تعليقات

المشاركات الشائعة